و قال رئيس أردوغان، إن "مصير البشرية جمعاء بما في ذلك العالم الإسلامي ترك تحت رحمة الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن. كما أن العالم الإسلامي لا يملك الحق في اتخاذ وتنفيذ القرارات المتعلقة بمستقبله بحرية. ومن غير المرجح أن يستمر هذا النظام الظالم، الذي تم إنشاءه من قبل المنتصرين في الحرب العالمية الثانية إلى الأبد. لم يعد إعادة تنظيم بنية الأمن الدولي وفقًا لظروف الوقت الراهن خيارًا بل بات ضرورة ملحة".
شارك الرئيس أردوغان، في افتتاح الاجتماع الـ 35 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة إسطنبول، والقى كلمة بهذه المناسبة.
دعا الرئيس أردوغان في مستهل كلمته العالم الإسلامي أجمع إلى دعم ومساندة ألبانيا على خلفية تعرضها لزلزال عنيف، وقال "أدعو العالم الإسلامي أجمع لتقديم الدعم إلى ألبانيا التي تعرضت لهزة أرضية".
"في عالمنا اليوم لا توجد سلعة أرخص من دماء المسلمين وحياتهم وأرواحهم"
شدد الرئيس أردوغان على أن العالم الإسلامي يتعرض للدسائس بسهولة نظرًا لأنه غير موحد وغير متلاحم كالبنيان المرصوص، وأردف قائلًا: " فعلى الرغم من قوتنا الاقتصادية وعدد سكاننا وإمكانياتنا، إلّا أن صوتنا غير مسموع بما فيه الكفاية في الساحة الدولية، وذلك لأننا لم نتمكن من الالتفاف حول نفس القاسم المشترك. وإذا ما ألقينا نظرة على منطقتنا فإننا سنرى على الأغلب الآلام والمآسي والصراعات، وكتلة من الجماهير الهائلة البالغ عددها 1.7 مليار نسمة تهدر طاقتها بمواضيع مصطنعة. إن دماء المسلمين تشكل معظم الدماء التي تريقها الأسلحة التي يبيعها تجار الأسلحة. كما أن معظم الأشخاص الذين تقتلهم التنظيمات الإرهابية التي تدعي الإسلام هم من المسلمين أيضًا. مع الأسف الشديد في عالمنا اليوم لا توجد سلعة أرخص من دماء المسلمين وحياتهم وأرواحهم. حيث أن إخواننا وأخواتنا السوريين الذين لقوا حتفهم بقصف البراميل المتفجرة والبالغ عددهم مليون شخص ليسوا في نظر البعض سوى مجرد أرقام واحصائيات. وباستثناء بعض الدول والمنظمات ليس هناك من يأبه بمآسي الأطفال في اليمن الذين أصبحوا جلدًا على عظم من شدة الجوع. ولم تسمع أي منظمة بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صيحات الأطفال الذين قتلوا اثناء لعبهم على شاطئ غزة."
"العالم أكبر من 5"
لفت الرئيس أردوغان، الانتباه إلى أن مصير البشرية جمعاء بما في ذلك العالم الإسلامي ترك تحت رحمة الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، مضيفًا إن "العالم الإسلامي لا يملك الحق في اتخاذ وتنفيذ القرارات المتعلقة بمستقبله بحرية. ومن غير المرجح أن يستمر هذا النظام الظالم، الذي تم إنشاءه من قبل المنتصرين في الحرب العالمية الثانية إلى الأبد. لم يعد إعادة تنظيم بنية الأمن الدولي وفقًا لظروف الوقت الراهن خيارًا بل بات ضرورة ملحة. إن النظام الذي يحمي الأقوياء بدلاً من الحق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينتج الرخاء والسلام والصفاء".
وتابع "هذه هي الحقائق التي تكمن وراء دعوتنا بأن العالم أكبر من 5 التي تعرب عنها تركيا في كافة المناسبات والمنصات. يتعين على المجتمع الدولي أن يواجه هذه الحقائق. ومع كل يوم يمر نتأخر فيه في اتخاذ الخطوات اللازمة، سيزداد الظلم العالمي بالتجذر. لا يمكن للأمم المتحدة التي لم تتمكن من إيجاد حل للمعاناة في البوسنة ورواندا والعراق في الماضي القريب، وفي سوريا وفلسطين وميانمار في الوقت الراهن، أن تحل مشاكل البشرية. من على هذا المنبر أو تجديد دعوتي لإعادة هيكلة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما يتمشى مع توزيع سكان العالم والأديان. كما أدعوكم أنتم يا إخواني وأخواتي إلى دعم دعوتنا هذه".(İLKHA)